التسويق الشخصي ليس مجرد خطوات تحتاج الى أكمالها، لكن هو استراتيجية عمل مستمرة ترافقك في رحلتك المهنية وستكون بمثابة الدعامة الأساسية التي ستبنى عليها نجاحك على المدى القريب والبعيد.
إذا أردت أن تتميز فعليك أن تتقن فن تسويق الذات self marketing، فهو بمثابة المحرك الأساسي للنجاح، في هذا المقال سوف نقدم كل ما تود معرفته عن التسويق الشخصي.
مفهوم التسويق الشخصي أو الدعاية الشخصية personal branding
مفهومان ظهرا مؤخرا في الأوساط العالمية، ليس فقط على مستوى المجموعات والأفراد أيضا وهو فن إدارة صورة الفرد أو الشركة في أذهان العملاء بطريقة احترافية.
أهمية التسويق الشخصي
لا يمكن حصر فوائد وأهمية التسويق الشخصي في بنود معينة، لأنه يؤثر في جميع مراحل العمل لكن الثمار الأساسية التي تجنيها من احتراف هذا المجال تتلخص في النقاط التالية:
- فرض الذات او خدماتك على انك خيار لا غنى عنه في سوق العمل
- هذا الامتياز لن يؤثر فقط على كم العمل بل نوعية فرص العمل التي ستحظى بها بمعنى أنك ستتمكن من اختيار نوع المشروع الذي ستعمل عليه وتفرض الى حد ما السعر الذي ترضى به لجودة خدمتك
- قطع أشواط طويلة في سوق المنافسة لان الكثير من منافسينك في مجالك لا يعتمدون التسويق الشخصي نهجا في علمهم أو انهم لا يتقنونه، فبذلك سوف تتخطى هؤلاء المنافسين بكل سهولة وتكون خيارا مفضلا عليهم في مجال العمل.
- التسويق الشخصي سوف يوسع دائرة الوعي والانتباه التي ستحصل عليها كونك رمز متألق في مجال عملك، وهذا الأمر لن يجلب لك المزيد من العملاء وفرص العمل فقط بل سيجذب لك منافسيك أيضا طلبا للمساعدة في الأمور أو المشاكل التي تصادفهم
- ستتمكن من الانتقاء من بين فرص العمل ما تراه مناسب أو ما يرغب في العمل عليه، عوضا عن العمل مرغما في مشروع ما لا يرضيك مردوده أو الشخص الذي تتعامل معه، والسبب هو قلّة الفرص التي تحظى بها.
- جذب انتباه أصحاب المشاريع أو الشركات الكبرى سواء لاستثمار شركتك أو مهارتك الفردية في إطار عمل مريح ومربح أو من خلال تمويل تحظى به لبدء مشروعك الخاص عبر تلك الشركات أو المستثمرين.
شروط التسويق الشخصي
المهارات التي يجب أن تتمتع بها لإتقان فن تسويق الذات لن تتمكن من جمع فوائد التسويق الشخصي السابقة بسهولة، فالأمر يحتاج إلى أن تبذل مجهود كافياً، فلكي تتقن التسويق يجب اتباع ما يلي:
-
المهارة الاجتماعية
لكي تتمكن من وضع قدميك بقوة وتفرض وجودك كخيار أساسي في سوق عمل معين يجب أن تكون قادر على التواصل وبناء علاقات اجتماعية جيدة.
- احرص على التفاعل مع هؤلاء الأفراد باستمرار ولا ضير في تقديم بعض المساعدة بدون مقابل فهذا سيترك أثرا إيجابيا لهم.
على سبيل المثال : اذا طلب احد أصخاب المشاريع الاطلاع على صحة مشروع عمل عليه شخص آخر، فلا ترفض طلبه لأنه اختار غيرك في بداية الأمر بل على العكس حاول مساعدته وأن تتعرف على مواطن الخلل في المشروع.
هذا سيرسخ قيمتك العلمية و العملية لدى أصحاب المشاريع و يجعلك الخيار رقم واحد في مشاريعهم القادمة.
-
مهارة الإقناع
في كثير من الأحيان تكون مهاراتك أو خدماتك أو حتى منتجاتك على قدر كافي بالمستوى المطلوب لكن قدرتك على إقناع العميل بتبني مهارتك في مشروعه تكون غير كافية.
- لكي تتمكن من مهارة الإقناع يجب التحلي بالثقة بالنفس
- يجب أن تكون واثقا بنفسك و بقدراتك على إنجاز العمل.
- مهارة التفاوض والمرونة
قد لا تستطيع الحصول على عرضك المفضل دائما، فلا بأس بعض التنازلات في بعض الأحيان، لكن لا تجعل من نفسك أو من منتجك سلعة رخيصة يمكن توظيفها بأي سعر.
- إدراك العميل أنك قابل للتفاوض وأنه من الممكن الوصول لحل يرضي الطرفين، سيجعل منك وجهة تناسب جميع أنواع أصحاب المشاريع،
و إن كنت مصرا على رأيك ولا تقبل إلا العروض المغرية من بعض العملاء، فهذا سيجعلك خيارا غير مطروح حتى بالنسبة للعملاء الذين تستهدفهم من أسلوبك.
- فلذلك احرص على أن تجد حلاً للتفاوض في أسلوب تعاملك مع العملاء
-
مهارة التحليل
هي مهارة دراسة و تقصي مواطن الاهتمام والجوانب المطلوبة والتي يبحث عنها العملاء أو أصحاب المشاريع في الأفراد.
-
المهارة التقنية
التسويق يتطلب مهارة تكنولوجية كبيرة و قدرة جيدة على مطاوعة جميع الأدوات والوسائل التسويقية في ترسيخ قيمتك في سوق العمل.
- تتضمن هذه المهارة وسائل التواصل والبريد الإلكتروني وإدارة المواقع والتسويق بالعمولة وغيرها.
-
مهارة حس الإبداع
معظم الأفراد تميل إلى التفكير بطرق تقليدية مضمونة ومجربة مسبقا
- يجب أن تستغل هذه الحقيقة و أن تفكر بطريقة مختلفة لا بأس بالتفكير خارج الصندوق من حينٍ لآخر.
- التفكير في طرق مختلفة لإنجاز الأعمال في مجال تخصصك.
- أضف مميزاتك الخاصة إليها لتكن مختلفا بعض الشيء عن نظرائك منافسيك وإن لم يكن هناك متسع للتميز في مجال عملك
فحاول أن تخرج بطريقة جديدة في أسلوب تقديمك للعمل.
نصائح يجب عليك تجنبها لكي تتمكن من حصد النجاح
يقع الكثير في فخ التسرع عندما يتعلق الأمر ببداية رحلتهم في التسويق الشخصي و سريعا ما يصطدمون بالفشل.
سنقدم أبرز أخطاء التسويق الشخصي التي يقع فيها الكثير والتي لابد من تجاوزها وتفاديها اذا أردت النجاح في سوق العمل:
-
تقليد الآخرين
الإبداع والاختلاف ليس سهلا ويتطلب جهدا مضاعفا فاحرص على أن تتميز في عملك و في أسلوب تسويقك لنفسك
ولا تقلد الآخرين تقليدا أعمى بل استفيد من تجاربهم وأخرج باستراتيجية تسويق خاصة بك.
-
الابتعاد عن مجال تخصصك
في بعض الأحيان يميل الأفراد خلال مسيرتهم في التسويق الشخصي الى الخوض في مجالات أخرى والتطرق لمواضيع خارج نطاق علامتهم التجارية أو التخصص الذي يسوقون لأنفسهم من خلاله هذا الأمر يشتت انتباه العميل لذلك احرص على أن تركز في جميع نشاطاتك التسويقية على مهاراتك وإمكانياتك.
-
مطاوعة الجميع
يجب أن تختار فئة معينة لاستهداف منتجك أو خدمتك وإلا ستجد نفسك عالقا في الكثير من المشاريع التي ليس لديك خبرة كافية بها وقد ينتهي بك الوضع بصورة سلبية حول مسيرتك المهنية.
-
كشف الكثير من التفاصيل
من الجيد أن تستقطب المزيد من العملاء وأصحاب المشاريع إليك من خلال اطلاعهم على تفاصيل منتجك أو خدمتك وكيف تنجزها
لكي لا تسرف في الأمر وتكشف الخبايا الدقيقة التي تعتمد عليها في عملك
هي ثمرة جهودك الطويلة فلا تجعلها في متناول الجميع بل اكتفى من التفاصيل التي يحتاجها العميل.
اقرأ المزيد: تعرف على أهم أنواع التسويق الإلكتروني
-
الأفراط في تزكية النفس
لا تمدح نفسك بما لا تملكه ولا تقدم أعمال ليست من نتاجك الشخصي حتى وإن شاركت بها
الصورة الخطأ في أذهان العملاء تولد توقعات وسقف تطلعات عالية عنك وليس بإمكانك تحقيقها لأنك ببساطة لا تملك المؤهلات الكافية.
التسويق الشخصي وسيلة ذهبية لا يجب أن تفوتها بل حاول أن تستثمر فيها الوقت والجهد والمال الكافي، لأنها ستكون عنوان نجاحك سواء كنت مستقلا يتطلع لانطلاقة سريعة في مجال العمل الحر، أم كنت رائد أعمال يصبوا إلى دخول سوق المنافسة بقوة من خلال منتجاته أو خدماته.